أي شعب، اي بلد يُبجل الأمان الجسدي فوق القيم الأخري سيتخلي في نهاية المطاف عن حريته و يوافق علي أي صلاحية استولت عليها السلطة مقابل الوعد بالأمان المطلق.
لكن الأمان المطلق وهمي، يُبتغي و لكنه لا يُنال أبدا. و ابتغاؤه يحط من قيمة أولئك الذين يسعون وراءه إضافة إلي اي أمة تصبح معًرفة به.
كانت هذه أهم الكلمات التي حواها كتاب لا مكان للأختباء للمحامي و الصحفي جلين جرينوالدالذي عُرف بكتاباته المعارضة لسياسات التنصت و المراقبة الغير القانونية التي انتهجتها الولايات المتحدة و وكالاتها

يصور " مايكل غولد " في هذه الرواية " يهود بلا مال " القوة التدميرية للفقر ، الحياة في الأحياء الفقيرة تشبه الحياة في الأدغال ، السكان تحت وطأة ظروف معيشية متدنية حيث تنتشر البطالة والممارسات الجائرة أمام عدم اكتراث شرائح واسعة من المجتمع ، يسعى غولد إلى إظهار الآثار السلبية التي يخلفها تفشي الرأسمالية غير المنظمة والسلطة الأبوية على الطبقة الكادحة ، ويتجسد ذلك في شخصية مؤجر البيوت الجشع الذي يدرك مدى وخامة الدعارة ، ولكنه يفضل مع ذلك تأجير الشقق لعاهرات لأنه يعود عليه بإيراد يزيد ضعفي أو ثلاثةأضعاف ما يجنيه إذا ما أجر الشقة لعائلة ، غولد على يقين بأن أمريكا ثرية ومتخمة لانها غول يقتات على بؤس ملايين المهاجرين .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق