الطَّقْسُ جَمِيلٌ دَافِئٌ، وَالْجَوُّ رَبِيعِيٌّ هَادِئٌ. الشَّمْسُ تُرْسِلُ أَشِعَّتَهَا الذَّهَبِيَّةَ الْبَرَّاقَةَ، وَالْهَوَاءُ يُرْسِلُ نَسَمَاتِهِ الْمُنْعِشَةَ الدَّفَّاقَةَ. فَوْقَ رَبْوَةٍ عَالِيَةٍ، جَلَسَ شَيْخٌ وَقُورٌ يَتَأَمَّلُ الْقَرْيَةَ الصَّغِيرَةَ أَسْفَلَ الرَّبْوَةِ، وَبِجَانِبِهِ وَقَفَ طِفْلٌ مَمْشُوقُ الْقَوَامِ، عَيْنَاهُ بَرَّاقَتَانِ، وَتَعْلُو مُحَيَّاهُ ابْتِسَامَةٌ هَادِئَةٌ وَاثِقَةٌ.مَكَثَ الْاِثْنَانِ يَتَأَمَّلَانِ حَرَكَةَ الْقَرْيَةِ وَجَمَالَ الطَّبِيعَةِ بِهُدُوءٍ وَاسْتِمْتَاعٍ. قَالَ الطِّفْلُ: "أَخِيرًا، اِسْتَرْجَعْنَا الْمِفْتَاحَ، وَعَادَتِ الْحَيَاةُ لِلْقَرْيَةِ مِنْ جَدِيدٍ." أَخَذَ الشَّيْخُ نَفَسًا عَمِيقًا مِنَ الْهَوَاءِ النَّقِيِّ، ثُمَّ قَالَ فِي ارْتِيَاحٍ: "الْحَمْدُ للهِ."بَعْدَ فَتْرَةٍ مِنَ الصَّمْتِ، سَأَلَ الشَّيْخُ الطِّفْلَ: "مَاذَا تَعَلَّمْتَ مِنْ مُغَامَرَاتِكَ الْحَافِلَةِ يَا مهاب؟" اِبْتَسَمَ الطِّفْلُ مهاب وَالْتَفَتَ إِلَى الشَّيْخِ قَائِلًا: "لَقَدْ تَعَلَّمْتُ الْكَثِيرَ." ثُمَّ عَادَ يَتَأَمَّلُ الْمَنَاظِرَ الْخَلَّابَةَ أَمَامَهُ، وَرَجَعَتْ بِهِ الذَّاكِرَةُ إِلَى أَيَّامٍ مَعْدُودَةٍ مَضَتْ.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق